لاَعَبَ السُّكْرُ قَدَّهُ؛ فَتَثَنَّى - محمود سامي البارودي
لاَعَبَ السُّكْرُ قَدَّهُ؛ فَتَثَنَّى
وَدَعَاهُ فَرْطُ السُّرُورِ؛ فَغَنَّى
رشأ تعبدُ النواظرُ منهُ
واحداً في الجمالِ ، ليسَ يثنى
أَنْبَتَ الْحُسْنُ فَوْقَ خَدَّيْهِ وَرْداً
ليس إلاَّ بغمزة ِ اللحظِ يجنى
لمْ يزلْ يرضعُ السلافة َ حتى
غَابَ عَنَّا، كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنَّا
فأنمناهُ فوقَ مهدٍ وثيرٍ
برهة ً كيْ يفيقَ ، ثمَّ انصرفنا
فلبثنا هنيهة ً ، ثمَّ لما
خَفَّ مِنْ سُكْرِهِ وَأَقْبَلَ قُمْنَا
وَأَدَرْنَا الْكُؤُوسَ حَتَّى تَوَلَّتْ
أنجمُ الليلِ منْ أحادَ وَ مثنى
يا لها ليلة ٌ ! أبحنا بها اللهـ
ـوَ إِلَى وَرْدَة ِ الْغَدَاة ِ، وَتُبْنَا