أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ، - ابن زيدون

أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،
ما أبْرَزَتْهُ غوائصُ الفكرِ

مِنْ لفْظَة ٍ قارَنَتْ نَظِيرَتَهَا،
قرانَ سقمِ الجفونِ للحورِ

أبْدَعَها خاطِرٌ، بَدائِعُهُ،
في النّظْمِ، حازَتْ جَلالَة َ الخطَرِ

العِطْرُ مِنْها سَرَى لهُ نَفَسٌ،
منْ نفسِ الرّوْضِ، رقّ في السّحرِ

يا رَاقِمَ الوَشْيِ، زَانَهُ ذَهَبٌ،
رَقْرَقَ إذْ رَفّ مِنهُ في الطُّرَرِ

وناظِمَ العقدِ، نظمَ مقتدرٍ،
يفصِلُ، بينَ العيونِ، بالغُرَرِ

لي بالنّضالِ، الذي نشطَتْ لهُ،
عَهْدٌ قَدِيمٌ، مُعَجِّمُ الأثَرِ

هلْ أنصِلُ السّهْمَ في الجفيرِ، وقد
تعطّلَتْ فوقُهُ منَ الوتَرِ

ما الشّعرُ إلاّ لِمَنْ قَرِيحتُهُ
غَرِيضَهُ النَّورِ، غَضَّهُ الثّمَرِ

تَبْسِمُ عَنْ كُلّ زاهِرٍ أرِجٍ،
مثلَ الكمام ابتسمْنَ عنْ زهرِ

إنّ الشّفِيعَ الهُمّامَ، سَوّغَهُ اللّـ
ـهُ اتّصَالَ التّأييدِ بالظّفَرِ

الفَاضِلُ الخُبْرِ في المُلُوكِ، إذا
قَصّرَ خُبْرٌ عَنْ غايَة ِ الخبَرِ

نجلُ الّذي نصحُهُ وطاعَتُهُ
كَالحَجّ، تَتْلُوة ُ بَرّهُ العُمَرِ

شاهدُ عهدِي لكَ الصّحيحُ، بإخـ
ـلاصٍ نأى صفوُهُ عنِ الكدرِ

مشيتُ في عذليَ البرَازَ لمَنْ
لمْ يَرْضَ، في العُذْرِ، مِشية َ الخَمَرِ

وقُلْتُ: مَطْلُ الغَنيّ وِرْدٌ مِنَ الـ
ـظُّلْمِ، يلقّى ملاوِمَ الصَّدرِ

وَلي مَعاذِيرُ، لَوْ تَطَلّعُ في
ليلِي سرارٍ، أغْنَتْ عنِ القمرِ

منْهَا اتّقائي لأنْ أكونَ أنَا الـ
ـجالِبَ، مَا قلتُهُ، إلى هجرِ

لكنْ سيأتيكَ مَا يجوِّزُهُ
سَرْوُكَ، دأبَ المُسامِحِ اليَسَرِ

فاكتَفِ منْهُ بنظرة ٍ عننٍ،
لا حظّ فيه لكرّة ِ النّظَرِ